الاثنين، 28 يونيو 2010

بنت الخطيئة


جلست تلك الطفلة ذات الاعوام الثلاثة وحيدة تبحلق في من حولها علها تجد وجها مالوفا بعد ان تركها والدها هامسا:
ساعود بعد قليل يا حلوتى
ولكنه لم يعد
لحظات طويلة و الطفلة تنظر الي رواد ذاك المركز التجاري الضخم وطال انتظارها دون ان تعلم تلك البريئة ان ما يحدث كان مخططا من والدها للتخلص منها نعم فهى كما يقولون ابنة خطيئة.وهنا تبدا قصتنا عند الخطيئة فقد بدئ الامر عند تلك العلاقة الاثمة التى جمعت بين والدها ووالدتها الطالبة الجامعية ودون ان تدرى والدتها كانت هى تنمو في احشائها رويدا رويدا حتى انكشف الامر ولاك الناس سيرة ابنة الحاج سيد التى حملت من علاقة غير شرعية و مما زاد الامر تعقيدا ان الحمل وصل الي مرحلة صار الاجهاض فيها خطرا علي الام والجنين. وصار الكل فى انتظار اليوم الموعود وقد جاء ثقيلا كالجبال لتصرخ الطفلة صرختها الاولى تلك الصرخة التى احس بها الحاج سيد كخنجر مسموم استقر في صدره ,فما كان منه الا ان توجه الى غرفة ابنته وامسك شعرها بقسوة قائلا والشرر يتطاير من عينيه:الكلب ابن الكلب دا بتلقى وين.
و ما ان سمع الرد منها حتى انطلق مسرعا الى سيارته وسط توسلات زوجته التى بسببها انتظر كل هذه المدة دون ان يقدم علي اي خطوة متهورة ولكن الان بلغ السيل الذبى ومد يده الى درج سيارته ليخرج منه مسدسه وانطلق الى العنوان وما ان وصله حتى اندفع الى مكتب الشاب منقضا عليه كالاسد لجريح و بعنف وضع المسدس على ضدغ الشاب قائلا: والله العظيم يا تعلن زواجك على البت دى ولا افرغ فيك الخزنة دى كلها.
و قد كان.
عاش ذاك الشاب زوجا لابنة الحاج سيد زمانا ولكن ذاك لم يمسح تلك الوصمة التى التصقت بتلك الصغيرة طوال حياتها دون ان يكون لها دخل في الامر ولكن كيف سينظر هذا المجتمع القاسي الى تلك الطفاة بعد ان تكبر . دارت كل تلك الافكار فى راس والدها فقرر ان يصطحبها الى ذاك المجمع التجارى يتركها بداخله وليحدث ما يحدث. وهذا ما جري.
تلفتت الفتاة بحثا عن والدها احست بالوحشة فسالت دمعة خوف من عينيها وتمتمت بالكلمة الوحيدة التى تعرفها: بابا.
رددتها مرارا وتكرارا لم يعرها اي احد اهتمامه فتوالت دموعها حتى اغرقت عينيها الى ان اقترب منها ذاك الشرطى و قال بهدوء:
:مالك؟ انهمرت الدموع اكثر غذارة فحملها بكل حنان وهو يتمتم: دا شنو الاهل المهملين ديل . وما ان استدار متوجها نحو مكتب الامن حتى امسكت به يد بقوة: التفت فوجده شيخ وقور طاعن في السن قال بهدوء: انا الحاج سيد ودى بت بتى خليتها هنا ومشيت الحمام. تردد الشرطى في بادئ الامر ولكن ابتسامة الطفلة وهى تمد ذراعيها الصغيرتين نحو الرجل شجعتاه امسك بها الرجل و قال وهو يبتعد: و يمسح بيديه دموع الطفلة: الضفر ما بطلع من اللحم...